يا بُعد

away_by_liquidkid1

يا بُعْدُ إنّيْ أسيرٌ أرتجيْ الحُكْما …. ما رُمْتُ قبلكَ مدْحَاً لا و لا ذمّا

لكنَّ همّاً نما ما اسْطعتُ أحمِلُهُ …. ألقيتُهُ فهوى فيْ دفتريْ نظْما

هذا قميصيْ هنا قدْ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ … غدراً ، و سَائلْ _إذا ما شئتَ_ ذا السّهما

فخلِّ عنّيْ أو اقتلنيْ بِلا هَوَدٍ …. و لا تذرنيْ بسجنيْ أشتكيْ الظّلما

* * *

يا بُعْدُ شوقيْ عنيفٌ ليسَ يوقِفهُ … صبريْ الجميلُ و لمْ أسطِعْ لهُ لَجمْا

يكادُ يمزُقُ أوداجيْ و أورِدَتيْ …. و يحرِقُ القلبَ لا لا يرحمُ الجِسمَا

حطِّمْ قيوديَ دعني أبتغيْ طلبيْ … عزميْ سيبلغُ إنْ أبقيتَ ليْ عزْما

آهٍ علىْ زمنٍ قدْ كنْتُ أحسَبُهُ …. جِنانَ خُلدٍ بها لمْ أعرفِ الهمّا

آهٍ على حُلُمٍ ودّعتُهُ ألِقاً ……….. لأستَفيقَ كمَنْ لمْ يُبصِرِ الحُلْمَا

جفانيَ النّومُ ما أرسىْ مراكِبَهُ … بشاطئ الجفنِ منْ ذا يُرجعُ النّوما

و الليلُ طالَ كأنَّ الشمسَ ضائعةٌ … بلْ كدْتُ أجزمُ أنْ لمْ ترتفِعْ يوما

* * *

يا بُعدُ كانتْ شآمُ الحُبِّ منسأتيْ … كانتْ ليَ الأهلَ بلْ كانتْ ليَ الأُمّا

كانتْ كماطرةٍ و الروحُ قدْ ذبُلَتْ …. كانتْ كما بصَريْ ، يا للهوىْ الأعمى

أنا المحاربُ قدْ ألقيتُ أسلِحتيْ … يأساً و سالمتُ منْ لا يعرِفُ السِّلما

أنا المسافرُ ما هيأتُ ليْ سُفُنا … و لا ضربتُ _كَمُوسىْ_ بالعَصَا اليمَّا

ألِفتُ جُرحيَ و استمرأتُ طعمَ دَميْ … و ما عَبِئْتُ بمَنْ قدْ خانَ أو هَمّا

يا بُعْدُ .. أوغِلْ فإنّيْ غيرُ مكتَرِثٍ …. و ليسَ يخشىْ الرّدىْ مَنْ أدمنَ السُّمّا

.
طارق